تشتغل الفنانة التشكيلية والكاتبة منى عبدالقادر العلي مشرفة المرسم الحر بدبي على الإعداد والتخطيط للدورة الصيفية المقبلة في المرسم الحر بدبي والمتعلقة بأساسيات فن الرسم.
وفي تصريحات لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية قالت العلي “سنركز في هذه الدورة التي ستقام خلال شهري يونيو ويوليو القادمين على استقطاب المواهب المحلية الشابة وتعريفها على أساسيات وتقنيات الرسم مثل مزج الألوان ومفهوم المنظور وتوزيع الظل والضوء، والطبيعة الصامتة، والرسم بالألوان الزيتية والإكريليك وألوان الباستيل والفحم وغيرها من المواد التي تتناسب مع قدرة كل فنان وتتجاوب مع هواه الفني والأسلوبي، والأهم من ذلك هو سعينا لاستمرار المنتسبين للدورة في التواصل مع عالم الفن التشكيلي والذهاب أكثر نحو التعرف على الفنون التجريبية المعاصرة والحديثة، وذلك بعد تخطيهم لهذه الدورات التمهيدية”.
وكان المرسم الحر بدبي قد رفد الساحة الفنية بأسماء مهمة على صعيد الحركة الفنية التشكيلية بالدولة منهم محمد كاظم وخليل عبدالواحد وابتسام عبدالعزيز وليلى جمعة وناصر عبدالله وغيرهم من الفنانين الذين قدموا تجارب مستقلة ومدهشة في سياق الفنون التقليدية والحديثة على السواء .
وعن ذلك توضح العلي أن “المرسم الحر بمسرح الشباب للفنون والتابع للهيئة العامة للشباب والرياضة هو أحد الأضلاع المهمة على خريطة التجربة التشكيلية في الإمارات وإشرافي على هذا المرسم أشبه بالعبء الجميل، كم أنه أقرب إلى الإرث الفني المتوهج الذي تركه الفنان الكبير حسن شريف والذي أشرف على المرسم وعلى الورش والدورات الشاملة والتخصصية التي احتضنها المرسم في السابق، كما أنه عاصر الوجوه والتجارب الشابة التي تتلمذت على يديه منذ بداية السبعينات وحتى قبل سنوات قليلة من الآن”.
وحول سؤال عن الجديد الذي يمكن أن يقدمه المرسم مقارنة بما تم إنجازه سابقا،أجابت “بأن المرسم يسعى إلى ردم الهوة بين الأجيال الفنية المتعاقبة في المشهد التشكيلي في الإمارات، وذلك من خلال وضع أرشيف متكامل للأعمال القديمة التي خرجت من معطف المرسم ليطلع عليها الجيل الجديد ويستلهم منها أفكارا وانطباعات لا تسعى إلى غرس مفهوم التقليد، بقدر ما تسعى إلى التثقيف وتكوين ذاكرة أو أرضية لتاريخ الفن في الإمارات، وإن كان ذلك من خلال محاولة أولى ومخلصة تجاه إبداعات الجيل السابق”.
كما تحدثت العلي أيضا عن مشاريعها الشخصية مشيرة إلى أنها بدأت في كتابة الصفحات التمهيدية من روايتها الأولى التي لم تضع لها عنوانا بعد بانتظار الإيغال أكثر في تفاصيل وتشعبات الرواية، وأكدت العلي أن كتابتها للرواية يأتي بعد صدور مجموعتها القصصية الأولى التي حملت عنوان “المرآة” وكذلك وبعد دخولها تجربة كتابة سيناريو الأفلام الروائية القصيرة التي أفرزت نصين سينمائيين هما “سكة” و “ليلام”، وترى العلي أن الفنون الكتابية لا تنفصل عن الفنون البصرية لأنها تنطلق من خلال وعي مشترك، ومن خلال حساسية إبداعية تمزج بين المحتوى الرمزي وبين الشكل المحسوس والمترجم إلى كتاب أو منحوتة أو لوحة أو حتى صورة متحركة في فنون الفيديو آرت وفي الأفلام الروائية بمختلف أنماطها ومدارسها السينمائية.
وتقول إن الفوارق بين الأنماط الأدبية والفنية باتت هشة وغير ملحوظة، بسبب تداخل وتشابك الفنون المعاصرة واستفادتها من جوهر التعبير الذاتي الحر والمتحرك الذي يتخطى ويتجاوز الإطار الواحد والشكل المكرر.
وتشير منى العلي إلى أن تجربتها في كتابة القصة القصيرة والسيناريو هي امتداد آخر لتجربتها التشكيلية المنحازة للجانب الرمزي والمفاهيمي الذي يتجنب التصاوير المباشرة والانطباعية ويسعى لملامسة الجانب الملغز والغامض الموصول بتجربة الوجود في العالم.