ما بين السطور .. سفينة نوح ..

ليس شيئاً جديداً تقدمه ستوديوهات هوليوود العالمية للجمهور المتعطش للإثارة والجديد في كل شيء في الحياة .. وخاصة في الأفلام السينمائية .. والتي يمكنها أن تملأ صناديق الصالات في كل مكان في العالم .. بالملايين من الدولارات .. نتيجة لإنفاق الملايين من البشر لبعض أموالهم لمشاهدة تلك الإثارة .. وذلك الاندهاش الذي يأتينا من الغرب .. وليس ذلك هو العيب الذي نلقي عليه باللوم .. بل ما يمكننا أن نلقي عليه بالعتاب .. تلك الفضائيات التي تعرض تلك الأفلام .. والتي تبثها قنوات الكيبل للمشتركين في بيوتهم .. على أنها تحت الرقابة الدائمة .. من قبل مراقبين أكفاء .. يمكنهم اختيار الأفضل والأنسب لنا .. ولمجتمعنا بما يضمه من فئات عمرية مختلفة .. من صغار السن إلى كبارهم .. ومروراً بالفئات المتوسطة من المراهقين والشباب .. وما عرض منذ ليلتين تقريباً .. كان فيلما لا يمكن لنا نحن كمسلمين .. لنا تراثنا الإسلامي العريق .. الذي يؤمن بجميع الأنبياء بلا تمييز .. والذي يجعلنا نحترم كل أولئك الأنبياء .. لما فضلهم الله به على البشر جميعا .. والذي يعطيهم الحق في احترام تلك الشخوص المرسلة من الخالق .. على أنه لا يمكن التشبه بها .. أو محاولة رسمها .. أو تمثيلها علنا أمام الملأ .. وأمام الكون .. لأن أشكال تلك الشخصيات المرسلة من الله هي في حكم الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله وحده سبحانه وتعالى .. فإذا بهذا الفيلم الذي يخرج من أحد الاستوديوهات في هوليوود .. يجسد لنا شخصية النبي نوح عليه السلام .. في أحد الممثلين الهزليين .. بينما كانت الفاجعة الأكبر .. هي تمثيله لشخصية الله عز وجل في صورة بشري ملون البشرة .. ليس له من البياض إلا الملابس التي يرتديها .. ولون الشعر واللحية .. أين نحن يا ترى ..؟؟ لنرى ذلك المسخ الآدمي يتشبه بالله عز وجل .. والذي تنزه عن كل تشبيه وكل تمثيل .. { ليس كمثله شيء } { ولم يكن له كفوا أحد} .. ترى هل شاهد أحد ما ذلك الفيلم الذي تحول فيه مخلوق آدمي يحيا في فرجينيا .. إلى شخصية النبي (نوح) عليه السلام .. حيث خاطبه ذلك المتشبه بالله .. آمراً إياه بناء السفينة .. لإنقاذ البشرية من طوفان جديد محدق بالبشرية ..؟؟ أليس هذا الفيلم .. وهذه الأفكار المطروحة من خلاله بداية لطوفان إعلامي جديد .. يمكنه أن يقضي على كل المفاهيم الدينية والأخلاقية التي نحاول تلقينها للأجيال الجديدة والقادمة …؟؟ وماذا لو أن أحد الصغار كان مشاهداً لذلك الفيلم .. الذي كان مدرجاً ضمن الأفلام العائلية .. أي التي يمكن أن يشاهدها الصغار .. وخاصة أن أحداثه تدور من خلال عائلة صغيرة .. زوج وزوجة .. وثلاثة أولاد .. تماماً .. كما يذكر في الأناجيل التي يؤمن بها وبتعاليمها أصحاب الديانة المسيحية .. بأن سيدنا نوح بنى الفلك بمساعدة زوجته وأولاده الثلاثة .. وهو ما حدث في الفيلم .. والذي تدور أحداثه في هذا القرن .. وضمن اجتماعات مجلس الشيوخ الأمريكي .. حيث كان الممثل المتلبس لشخصية الإله .. يريد تخليص العالم من الفساد الموجود في تلك الفئة من البشر .. ولكن أين نحن ..؟؟ أين المنظمات الإسلامية .. ؟؟ أين إدارات الدعوى والإرشاد ..؟؟ أين إدارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..؟؟ بل أين سفينة نوح الأصلية .. لتحملنا عبر هذا الطوفان الهائل .. والمد اللامتناهي .. من التشويهات الإعلامية لكل الرموز الدينية التي نؤمن بها ونعبدها ..؟؟ حقاً .. نحن بحاجة إلى إنقاذ سريع .. ولكن هل سيصل صوتنا إلى المعنيين بذلك الإنقاذ..؟؟

About the Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like these

No Related Post