أطباء إتهمهم البخيت بالتضليل :لو فحصنا المريض شاهين مجددا لأوصينا بمعالجته بالخارج
عين نيوز- خاص-
يمكن تلمس عناصر المراوغة في المشهد الذي تحاول الحكومة رسمه في مسألة خالد شاهين ومرضه فإتهام أطباء القطاع الخاص بالتضليل ليس عيبا وفقط بل محاولة بائسة للإساءة للقطاع الطبي الأردني برمته من الواضح أن مصلحة الحكومة او جهة فيها تتطلبها وليس مصلحة البلاد.
أحد الأطباء الذين إتهمتهم الحكومة بتضليلها مثلا وعندما سئل عند تقديم إفادته رسميا في قضية شاهين أشار إلى أنه سيعيد التوقيع على قراره الطبي الأول لو عاد إليه المريض بنفس الحالة التي غادر فيها ويقول: نعم لو عاينت شاهين مرة ثانية ولم تتحسن صحته لأوصيت مجددا بمعالجته خارج البلاد ولتمسكت بموقفي العلمي والطبي الأول.
وثمة سؤال يثيرة تركيز الرئيس معروف البخيت الشديد على جزئية {أطباء القطاع الخاص} في ملف شاهين وهو كيف يمكن لجهة او لأحد غيرمختص أن يحاكم سياسيا تقريرا طبيا فنيا محضا؟.. وكيف يمكن لأحد لا يتميز بنفس السوية الطبية ان يناقش أصلا تشخيصا طبيا .
والقصد هنا واضح ولا علاقة له بقدسية رأي الأطباء الفني لكن يتعلق حصريا بمناقشة ينبغي ان تكون علمية ومهنية لرأي مهني .. بمعنى بدون سياسة او تسييس او الإدلاء بأراء تفتقد للحكمة وخارج السياق.
ومن هنا يؤكد طبيبيان : خالد شاهين بالنسبة لنا مجرد حالة مرضية ليس أكثر وقد توافقنا مع زملاء كبار ويعتد بهم على تشخيص هذه الحالة والتوصية بمعالجتها في مكان متخصص بهذه الحالات وحتى لو عاد شاهين سيبقى مجرد حالة وبعيدا عن الضجة المفتعلة وأي إجتهادات نستطيع القول اليوم بأنا نعم سنتمسك برأيينا الطبي .
ويصر المعنيون على أن أحدا غير مختص لا يملك مناقشة قرار الفريق الطبي المعني بلجنة الطيران الصحية التي تفحص أهلية الطيارين لصالح سلطة الطيران المدني وهي لجنة يترأسها مثلا الدكتور جهاد البرغوثي وعندما تقرر اللجنة ان شخصا ما لا يستطيع الطيران يتعامل مع إعتبارات مهنية وطبية محضة بصفتها متخصصة وقرارات اللجنة ملزمة لسلطة الطيران لكن إذا قرر متضرر ما اللجوء للقضاء فالمحكمة لن تحاكم قرار اللجنة الطبية بل ستتناول إجراءات إدارات سلطة الطيران.
وعليه يشدد المصدر الطبي على ان الأراء الطبية التي تخص خالد شاهين إتخذت بمعزل عن أي إعتبار آخر وأهلية الجهة التي تناقش هذه القرارات مسألة لا يمكن القفز عنها اليوم لأغراض او أهداف سياسية أو خارج السياق المهني الطبي.. لذلك تصبح محاولة إتهام نخبة من أهم أطباء الأردن عبثية أكثر مما يتطلبه المشهد.
وشاهين في النهاية لم يغادر بقرار من الأطباء الذين نصحوا بعلاجه والأطباء ليسوا أصحاب القرار بالمسألة وموقفهم عبارة عن توصية ومقترح ليس أكثر وفي النهاية أيضا خرج شاهين من الباب وبطريقة رسمية أما كيف غادر ولماذا وعبر من ؟.. هذه أسئلة لا علاقة لها بالفريق الطبي ولا ينبغي ان يكون لها علاقة فالأطباء مهنيون ليس أكثر وليسوا سياسيون والكثير من أهم أطباء التخدير في المملكة رفضوا التعامل مع حالة شاهين بسبب إحتمالات الوفاة القوية.
لذلك يقول أحد الأطباء وبعد التشاور مع زملائي أؤكد لو دخل شاهين لغرفة العمليات لأصبحت رؤيته متوفيا على طاولتنا خيارا مرجحا .. دلوني إذا أي طبيب يمكن أن يتحمس لحالة وفاة من هذا النوع لإن المريض سجين؟..وقولوا لي : أي طبيب يمكن ان يجازف ببساطة بوفاة مريضه على طاولته وهو يعلم بوجود مركز متخصص أكثر وخبير أكثر في الحالة التي بين يديه ؟.
وحسب الأطباء الذين تحدثوا لـ عين نيوز .. هذا حصريا مضمون توصية أطباء قطاع خاص.. إحتمالات وفاة المريض قوية جدا والموقف الطبي معقد وهناك مركز في مكان ما بالعالم يمتلك الخبرة بالتعامل مع حالات مماثلة ونحن هنا نتعامل مع خبرة تراكمية لوجستية لا علاقة لها بأهمية المريض او بعدم وجود خبرات وكفاءات أردنية فنحن الأفضل وأطباؤنا مميزون جدا لكن الظروف في حالة شاهين معقدة .. بإختصار قال الأطباء ذلك بكتاب رسمي وشكل قناعتهم وضميرهم وطلبت منهم الحكومة تزويدها بالتقارير المفصلة وفعلوا.. أين التضليل في الأمر؟.
ويبدو أن التقارير الطبية التي إعتمدت عليها الحكومة في إعلان مواقفها الأخيرة عبر الإشارة الى إن السفارة الأردنية في لندن تتابع الأمر تنسجم مع توصيات الأطباء الذين عاينوا في عمان حالة شاهين المرضية فتقارير أطباء ألمان وفرنسيين وإنجليز الواردة تقول نفس ما يقولونه ومن غير المعقول ان ينضم أطباء كبار في العالم أيضا لحملة البعض في عمان تحت عنوان تضليل حكومة البخيت .
