طلال أبوغزاله
لقد سعدت ببيان الخارجية الصينية عن قرار الرئيس الصيني شي جين بينغ المشاركة في مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي في نهاية هذا الشهر في بكين، وإلقاء خطاب هام فيه، وهذا خير دليل على أن العلاقات العربية الصينية تعززت لتصل إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية التي سيتم العمل من خلال الاجتماع على الارتقاء بمستويات التعاون في مختلف المجالات.
إذن يحق لنا التعويل على الاجتماع بأن يكون لحظة محورية للعلاقات الصينية-العربية، حيث سيتضمن مناقشات معمقة حول تعزيز آليات التعاون، واستكشاف توقعات وآفاق جديدة للعلاقات المستقبلية والتركيز على صياغة خطة تنمية شاملة للعلاقات في السنوات المقبلة.
ومعروف أن الصين أنشأت منتدى التعاون الصيني العربي عام 2004، ليكون “بمنزلة منصة لتبادل وجهات النظر بين الصين والدول العربية، وتعزيز التعاون في السياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة والتكنولوجيا والشؤون الدولية أثناء العمل على تقدم السلام والتنمية”.
وبين يدي كتاب بارز إصدار مركز الدراسات الصيني-العربي للإصلاح والتنمية بعنوان “أبرز الأحداث لمنتدى التعاون الصيني-العربي على مدى عشرين عامًا”، وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس المنتدى.
وفي الحقيقة وجدت فيه تلخيصا للتجارب الناجحة والإنجازات التعاونية للمنتدى على مدار العقدين الماضيين، مع التركيز بشكل خاص على التقدم المحرز في العصر الجديد.
وكما يقدم ملخصًا شاملاً لأنشطة المنتدى، مستعرضًا المعالم الرئيسية والمشاريع الناجحة التي ميزت مسيرته. فإنه يهدف إلى عرض الإنجازات الجماعية للصين والدول العربية، بما يظهر عمق واتساع التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات.
ويكشف الكتاب عن أن نطاق التعاون بين الصين والعالم العربي آخذ في التوسع بشكل مستمر في قطاعات متعددة، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية، وأرى أن مثل هذا الانخراط المتنوع يشير إلى انفتاح متزايد وتعميق لقنوات التواصل بين الجانبين.
وبالفعل حقق التعاون العملي بين الجانبين نتائج ملحوظة في كافة المجالات في ظل البيئة الدولية المعقدة والمتقلبة والمحفوفة بالاضطرابات، فإن التعاون بين الصين والدول العربية يضخ المزيد من عوامل الاستقرار والطاقة الإيجابية في العالم للأمتين الصينية والعربية الطموحات ذاتها، فلا شك أنهما ستتقدمان إلى الأمام يدا بيد، وتتجاوزان الصعوبات معا، وتتغلبان على التحديات كافة، وتحققان الازدهار المشترك وتخلقان عالما أجمل”.
وفي الختام أرى أن إصدار هذا الكتاب والاجتماع الوزاري القادم يعكس التزام كل من الصين والدول العربية بتعزيز شراكة قوية من خلال الحوار المستمر والتعاون، بحيث يهدف المنتدى إلى البناء على نجاحاته الماضية وتمهيد الطريق لمستقبل يتميز بالازدهار المتبادل والاستقرار.