خلص تحقيق أجرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن “متواطئ” في حدوث المجاعة المدمرة في قطاع غزة، بعد “فشله وإداراته في التصرف بشكل كاف” إزاء تحذيرات متكررة من مختصين ووكالات إغاثة.
و”رفضت” الإدارة الأميركية أو “تجاهلت” الدعوات لاستخدام نفوذها للضغط على حليفتها إسرائيل؛ للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر لوقف المجاعة التي تحدث، وذلك استنادا إلى وثائق داخلية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية وتصريحات لمسؤولين حاليين وسابقين فيها ومسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية ووكالات إغاثة تعمل في القطاع المكتظ بحسب الصحيفة التي نشرت التحقيق الثلاثاء.
ويقول مسؤولون سابقون، إن الولايات المتحدة قدمت أيضا غطاءً دبلوماسيا لإسرائيل؛ لخلق ظروف المجاعة عبر منع الجهود الدولية لتوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تخفيف الأزمة؛ مما جعل إيصال المساعدات أمرا مستحيلا، على ما ذكرت الصحيفة.
ومنذ التحذيرات الأولى بشأن المجاعة في غزة في كانون الأول/ديسمبر الماضي “كان يمكن للضغط الأميركي على إسرائيل أن يؤدي إلى فتح مزيد من المعابر البرية، وإغراق القطاع بالمساعدات ما يوقف الأزمة التي تحصل” وفق المسؤولين، لكن بايدن رفض جعل المساعدات الأميركية لإسرائيل مشروطة، وفق الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مستوى المعارضة داخل الوكالة الحكومية الأميركية المسؤولة عن إدارة المساعدات المدنية الخارجية ومكافحة الجوع العالمي “غير مسبوق”.
وأرسل موظفون داخل الوكالة الأميركية للتنمية منذ بدء الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، 19 مذكرة معارضة داخلية على الأقل ينتقدون فيها الدعم الأميركي للحرب في القطاع المكتظ.
وقال جيريمي كونينديك؛ وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عهد باراك أوباما وجو بايدن، الذي عمل على منع المجاعة في اليمن وجنوب السودان، إن “الولايات المتحدة قدمت الدعم العسكري والدبلوماسي الذي مكن من ظهور المجاعة في غزة”.
وقال كونينديك، الذي قاد مكتب المساعدة الخارجية في حالات الكوارث التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمدة ثلاث سنوات، إن تلك التحذيرات كان ينبغي أن تجبر البيت الأبيض على التحرك بشكل عاجل. وأشار إلى الولايات المتحدة رفضت بعناد القيام بأي شيء من شأنه أن يعيق المجهود الحربي الإسرائيلي.
وأظهرت وثائق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي اطلعت عليها صحيفة الإندبندنت أن الموظفين كانوا ينقلون مخاوفهم بشأن عدم اتخاذ إجراءات إلى مديرة الوكالة “سامانثا باور” وغيرها من كبار القادة في شكل رسائل ومذكرات معارضة داخلية، دون جدوى في كثير من الأحيان.