تظاهر آلاف الإسرائيليين السبت، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقبول اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يشمل إعادة بقية المحتجزين الإسرائيليين من غزة.
وفي تجمع حاشد في تل أبيب، بالتزامن مع اجتماع مسؤولين من حماس مع وسطاء مصريين وقطريين بالقاهرة، قال أقارب وأنصار أكثر من 130 محتجز ما زالوا في غزة إنه يجب فعل كل ما هو ممكن لإعادتهم إلى إسرائيل.
وقالت ناتالي إلدور “أنا هنا اليوم لدعم الاتفاق الآن… علينا إعادتهم. علينا إعادة جميع المحتجزين، الأحياء والأموات. يجب أن نعيدهم. علينا تغيير هذه الحكومة. يجب أن ينتهي هذا”.
جاءت الاحتجاجات مع اقتراب الحرب في غزة من نهاية شهرها السابع وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف القتال.
وقالت أورا روبنشتاين إحدى قريبات بار كوبرشتين، الذي احتجز مع أكثر من 250 آخرين في السابع من تشرين الأول “الشيء الوحيد الذي يجعلنا نستمر هو الأمل في أن يكون بار على قيد الحياة ويظل على قيد الحياة”.
ويُعتقد أن كثيرين ممن تم احتجازهم لقوا حتفهم، لكن العائلات تريد إعادة جميع المحتجزين.
وردا على عملية “طوفان الأقصى”، بدأت إسرائيل حملة عسكرية مدمرة على قطاع غزة تسببت حتى الآن في تدمير مساحات كبيرة من القطاع واستشهاد أكثر من 34 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية.
وتصر حكومة نتنياهو على أنها لن توقف الحرب حتى يتم القضاء على حماس وإعادة جميع المحتجزين، لكن هناك جهودا مكثفة جارية للتوصل إلى هدنة قد تؤدي إلى وقف كامل لإطلاق النار.
ومع ذلك يواجه نتنياهو ضغوطا من الأحزاب الدينية القومية في الائتلاف الحاكم لرفض التوصل إلى اتفاق مع حماس والمضي قدما في الهجوم المزمع منذ فترة طويلة على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
وقال مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز، إن مفاوضي الحركة بدأوا في القاهرة السبت، محادثات مكثفة بشأن هدنة محتملة في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ربما تتضمن إعادة بعض المحتجزين.
ومدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز موجود أيضا في القاهرة.
ووصل وفد حماس قادما من المكتب السياسي للحركة في قطر التي تسعى، إلى جانب مصر، للتوسط من أجل التوصل إلى هدنة جديدة في القطاع الذي شهد هدنة قصيرة الأجل في تشرين الثاني، وسط تصاعد الاستياء الدولي من ارتفاع عدد الشهداء في غزة ومحنة سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال طاهر النونو، وهو مسؤول في حماس ومستشار لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، لرويترز “وفد الحركة بدأ اجتماعاته السبت مع الإخوة الوسطاء في القاهرة لاستكمال مناقشات وقف إطلاق النار مع الوسطاء المصري والقطري، ونحن نتعامل مع المقترحات التي وصلت إلينا بكل جدية ومسؤولية وإيجابية”.
وأضاف “أي اتفاق يمكن الوصول إليه يجب أن يتضمن مطالبنا الوطنية والمتمثلة في وقف العدوان بشكل تام ومستدام، والانسحاب الشامل والكامل للاحتلال من القطاع مع عودة النازحين لأماكن سكناهم بلا قيود، وصفقة تبادل أسرى حقيقية مع الإعمار وإنهاء الحصار”.
وقال مصدر أمني مصري لرويترز “النتائج اليوم ستكون مختلفة عن كل مرة وتوصلنا إلى توافق في كثير من النقاط ويتبقى نقاط قليلة”.
ولكن مسؤولا إسرائيليا قال السبت “إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف على إنهاء الحرب في إطار أي اتفاق لإطلاق سراح رهائننا”، في دلالة على أن الموقف الأساسي لم يتغير.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 34600 فلسطيني وإصابة أكثر من 77 ألفا، كما ألحق الدمار بالقطاع الساحلي.
وأعلنت القوات الإسرائيلية السبت، عن استشهاد أيمن زعرب، الذي تقول إنه كان قائدا لقوات حركة الجهاد الإسلامي في جنوب غزة وشارك في عملية السابع من تشرين الأول الماضي.
الأمل يتزايد بالتوصل لاتفاق هدنة
قبل بدء المحادثات أبدى مسؤول فلسطيني تفاؤلا إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة لرويترز، طالبا عدم نشر اسمه “الأمور تبدو أفضل هذه المرة، ولكن ما إذا كان هناك اتفاق قريب يعتمد على ما إذا قدمت إسرائيل ما هو مطلوب لتحقيق ذلك”.
المحادثات تعثرت وسط إصرار حماس على طلب أعلنته منذ فترة طويلة بالتزام إسرائيل بإنهاء الهجوم المستمر منذ سبعة شهور تقريبا، وإصرار إسرائيل على استئناف العمليات الرامية إلى نزع سلاح الحركة وتفكيكها بعد أي هدنة.
وقالت حماس الجمعة، إنها ستأتي إلى القاهرة “بروح إيجابية” بعد دراسة المقترح الأحدث للتوصل إلى اتفاق، والذي لم يتم الإعلان عن الكثير منه.
ووافقت إسرائيل بشكل مبدئي على شروط قال أحد المصادر إنها تشمل إعادة ما بين 20 إلى 33 محتجزا مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين ووقف القتال لأسابيع.
وإذا حدث ذلك، سيظل نحو 100 محتجز في غزة تقول إسرائيل إن بعضهم لقوا حتفهم هناك، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أو جنسيته لرويترز، إن عودتهم قد تتطلب اتفاقا آخر.
وأضاف المصدر “قد يتطلب ذلك نهاية فعلية إن لم تكن رسمية للحرب ما لم تستردهم إسرائيل بطريقة أو بأخرى بالقوة أو بممارسة ضغط عسكري كافٍ لإجبار حماس على التراجع”.
وقالت مصادر مصرية إن مدير المخابرات المركزية الأميركية بيرنز وصل إلى القاهرة الجمعة، وشارك في جولات سابقة من محادثات الهدنة وأشارت واشنطن إلى أنه من المحتمل إحراز تقدم هذه المرة.
وأحجمت المخابرات الأميركية عن التعليق على برنامج زيارة بيرنز.
واستأنفت مصر محاولة إحياء المفاوضات في أواخر الشهر الماضي، إذ تشعر بالقلق من احتمال شنّ إسرائيل هجوما على حماس في رفح بجنوب غزة حيث يوجد أكثر من مليون نازح فلسطيني بالقرب من الحدود مع مصر.
ووفقا لمسؤولين في الأمم المتحدة، من شأن أي عملية إسرائيلية كبيرة في رفح أن توجه ضربة قوية للعمليات الإنسانية الهشة في غزة وتعرض حياة الكثيرين للخطر، وتقول إسرائيل إنه لا شيء سيردعها عن السيطرة على رفح في نهاية المطاف، وإنها تعمل على وضع خطة لإجلاء المدنيين.
رويترز