نار زوجي ولا جنة أهلي .. مقولة هل يستحقها الرجل؟

كتبت ـ فاديا العتيبي:

باتت الأمثال الشعبية عرفا في مجتمعاتنا العربية،  إلا أن الأمثال  أصبحت تضرب ولا تقاس في وقتنا الحالي، فمع تطور المجتمعات باتت الأمثال أمرا نسبيا تتبع لحالة الفرد والظروف التي تحيطه بحيث من الصعب التماشي معه أو تطبيقه على كل الحالات الشبيهة فيه  كما كان في السابق.

“نار زوجي ولا جنة أهلي” أو “نار زوجي ولا شماتة أهلي”  أو “حذاء زوجي ولا جنة أهلي” اختلفت المفردات لكن المغزى واحد، هذا المثل لم يعد يطبق كما كان في السابق على كل الحالات لفتيات يعانين المرارة من قبل أزواجهن ويفضلن الاستسلام  لجحيمه عن الرجوع لجحيم الإدانة من قبل الأهل والشماتة من قبل الناس.

نار زوجي ولا جنة أهلي، هناك من سقطت من شفتيها تلك الكلمات لتذرف من عينيها تلك الدموع التي عبرت من خلالها عن استسلامها لقيود هذا المثل، وهناك من رفضت وبعنفوان فكرة أن تكون أسيرة هذا المثل.

“نار زوجي ولا جنة أهلي” تلك هي الكلمات التي لفظتها “ن.م” في اللحظة التي سألت فيها عن سبب رجوعها لزوجها بالرغم من حياة المعاناة والقهر التي كانت تقبع تحت وطأتها طيلة فترة زواجها، رد علقته مرارة الإستسلام، وأسرته قيود الإستكانة، ولمحت فيه خيبات أمل، لأنه وبكل بساطة ليس باليد حيلة، كما قالت.

تقول “تزوجت برجل يكبرني بعشر سنوات، موظف في إحدى الدوائر الحكومية، بعد  زواجي بسنة ونصف أنجبت الطفل الأول وبعدها بسنتين  كنت قد أنجبت الطفل الثاني، والآن وبعد مرور سبع سنوات أصبحت أما لأربعة أولاد وربة بيت لرجل  أناني متسلط كل همه توفير كافة احتياجاته الزوجية والأسرية، طيلة فترة زواجي لم أذكر انه جرى حوار بيني وبينه، كان دائما يفرض رأيه علي، الرأي غير قابل للنقاش وفي حال قمت بمناقشته  بمحاولة مني الوصول لقرار يرضي الطرفين، كان يهم بضربي ضربا يصل لكثير من الأحيان للمبرح، غفرت له أكثر من مرة على أمل أن يعتدل وأن تسير الأمور بمجراها الصحيح ،  لكن دون جدوى حتى قررت  أن ألجأ لعائلتي، وياريتني لم ألجأ لهم.

تقبل الأهل فكرة أستضافتها هي وأبنائها أسبوعا واحد فقط ، لكن تلك الاستضافة كانت محفوفة بالإهانات والتجريحات التي تحاصرها من كل فرد من العائلة ، حياة عبودية عاشتها في منزل أهلها هي وأبنائها، خدمة طيلة النهار، نقص في المصروف من قبل الأهل حتى بات المصروف معدوما، نظرات شماتة من الغريب قبل القريب، حتى باتت غير قادرة على إحتمال الوضع لتستغل فرصة طلب زوجها للعودة لمنزلة لتوافق على الفور، وبدون أي شروط، فنار الزوج كما قيل ولا جنة الأهل.

تلك رضخت لهذا المثل وأخرى رضخت له كما حصل مع “س.ج” التي فضلت البقاء مع زوجها العقيم الذي يسعى في كل مرة أن يقنعها بطريقة أو بأخرى بأنه ليس السبب في عدم قدرتهما على الإنجاب  خوفا من انتقاص في رجولته أو بهيبته  مع تيقنه بأنه السبب وأن هي من عليها أن تعالج نفسها حتى بات الأمر بالنسبة لها شيئا مؤرقا ومتعبا، إلا أنها فضلت البقاء معه خوفا من الرجوع والعيش تحت أقدام نساء أخوتها الكبار الذين يسرحون ويمرحون في بيت والديها اللذان توفيا حين كانت في عمر السادسة عشر، وخوفا من العودة لسوء المعاملة التي كانت تلقاها من قبلهم.

السؤال الأن بعد كل هذه القصص هل ثمة رجل يستحق فعلا هذه المقولة؟ وهل هي أصلا مقوله عادلة.

أخبار قد تعجبك