وساطة تريد اعادتهن مع حفظ كرامتهن تحقق تقدما.. وعروض من قنوات منافسة تنهال عليهن .. ثورة ‘نواعم الجزيرة’ تقلب المعادلات وتحدث تغييرات في النهج والمناصب

عين نيوز – رصد  ـ  بدأت الاوضاع تهدأ قليلا وبشكل تدريجي داخل غرفة الاخبار في قناة ‘الجزيرة’ الفضائية بعد الهزة التي تعرضت لها باستقالة خمس من مذيعاتها، او ما يعرف الآن باسم ‘ثورة النساء’ وهي الاستقالة التي قبلتها الادارة دون تردد لانها لا تقبل مثل هذه التحركات الجماعية، او ‘لي الذراع’ مثلما قال مسؤول كبير جدا في المحطة في جلسة خاصة.

وما ساعد على هذا الهدوء امران رئيسيان، الاول مبادرة الادارة العليا باجراء تغييرات في قيادة العمل التنفيذي داخل غرفة الاخبار تمثلت في تعيين الدكتور مصطفى سواق رئيسا للتحرير خلفا للسيد أحمد الشيخ الذي عين مستشارا للشيخ حمد بن ثامر رئيس مجلس ادارة المحطة، اي انه وللمصادفة حل محل الدكتور سواق، وكذلك تعيين حسام الشويكي مديرا للتحرير خلفا للسيد ايمن جاب الله الذي يتهم من قبل المذيعات بتشدده الاسلامي في مسائل ملابس المذيعات من حيث تقليص التبرج الى حدوده الدنيا.

اما الامر الثاني فيتمثل في انفجار مجزرة سفن الحرية، واقدام اسرائيل على اعتراضها في عرض البحر واقتحام سفينة ‘مرمرة’ التركية وقتل تسعة من النشطاء الاتراك على متنها، الامر الذي جعل نسبة المشاهدة لقناة ‘الجزيرة’ تتضاعف عدة مرات كعادتها في الاحداث القوية، خاصة ان فريقا من المحطة كان على ظهر السفينة المستهدفة، مما ادى الى انحسار الاهتمام الاعلامي بقضية المذيعات المستقيلات، الامر الذي دفع احد الظرفاء داخل المحطة الى ضرب يد بيد والقول ‘والله ان المشايخ محظوظون.. والاكثر من ذلك ان الله معهم ويهيئ لهم الاسباب للخروج من ازماتهم’.

ويعترف الكثيرون داخل المحطة وخارجها في احاديث خاصة لـ’القدس العربي’ ان المحطة تراجعت في الاشهر الاخيرة، من حيث التغطية الاخبارية ومستوى البرامج. فالبرامج الجديدة لم تكن على مستوى التوقعات، والتغطية كانت ذات طابع احادي. حتى ان مجلة ‘الايكونومست’ البريطانية المحترمة لاحظت في تغطيتها لمنتدى الجزيرة السنوي غيابا ملحوظا لـ’الرأي الآخر’ في بعض الندوات والمحاور.

ولا يزال من غير المعروف كيف سيتم التعامل مع المذيعات المستقيلات، فقد تركت استقالتهن فراغا واضحا في المحطة، لما يتمتعن به من حضور ومهنية، وخاصة المذيعتين لونة الشبل وجمانة نمور اللتين كانتا تقدمان برنامج ‘ما وراء الخبر’ اليومي الذي يعتبر من اكثر البرامج متابعة في المحطة. وعلمت ‘القدس العربي’ ان وساطة يقوم بها مستشار قانوني عربي بارز بدأت بالفعل لايجاد صيغة تعيدهن الى عملهن جميعا مع حفظ كرامتهن. وهو توجه لقي ترحيبا من قبل الجهات العليا.

وتحظى المذيعات المستقيلات بتعاطف العديد من زميلاتهن وزملائهن داخل المحطة، فلولا استقالاتهن لما حدثت عملية التغيير، ولما جرى تجاوز العديد من الممارسات التي ادت الى إضعاف المحطة ومستواها على حد تعبير احدى المذيعات اللواتي لم يستقلن في اتصال مع ‘القدس العربي’.

وعلمت ‘القدس العربي’ ان عروضا بالعمل انهالت على المذيعات المستقيلات من جهات عديدة، وتردد ان لينا زهر الدين تعاقدت فعلا مع محطة ‘العربية’ منافسة ‘الجزيرة’، وقال احد المقربين من المذيعة لونة الشبل انها لم تتلق اي عرض بالعمل قبل ان ينتشر خبر استقالتها، ولكن بعد اعلان الخبر انهالت عليها العروض من جهات عديدة.

وكان لافتا ان الغالبية الساحقة من القراء في المواقع الاخبارية على الشبكة العنـــكبوتية (الانترنت) كانوا مـــؤيدين لخـــطوة المحـــطة بقبول استقـــالة المذيعات، والانتصار لموقفها فيما يتعلق بلبس المذيعات وضرورة اتسامه بالحشمة. مع تأكيد بعضهم بان مذيعات الجزيرة هن الاكثر حشمة والاقل تبرجا بين جميع مذيعات الفضائيات الاخرى.

وعبر الكثير من المعلقين على موقع ‘القدس العربي’ عن رغبتهم في عودة المذيعات عن استقالتهن، وذكروا في الوقت نفسه ان المذيعات والمذيعين الذين غادروا ‘الجزيرة’ الى محطات أخرى خسروا كثيرا، ولم يحققوا النجاح المأمول، وانحسرت عنهم الشهرة. وضربوا مثلا بالمذيعات منتهى الرمحي وريما صالحة والمذيعين حافظ الميرازي، ويسري فودة وغيرهم. وربما تكون المذيعة منتهى الرمحي هي الابرز في الحفاظ على مستواها وان كان انتقالها لمحطة ‘العربية’ لم يحقق لها الشهرة والانتشار الذي حققته لها الجزيرة حسب اعتقاد احد المعلقين الذي وصف نفسه بانه خبير اعلامي.

وينتظر الوسط الاعلامي حاليا المحطة الاخبارية التي من المتوقع ان يطلقها الامير الوليد بن طلال بالشراكة مع امبراطور الاعلام الغربي ميردوخ باللغة العربية، ويتردد ان مندوبين عن المحطة بدأوا اتصالات مع بعض المذيعين والمذيعات، ولكن ‘القدس العربي’ لم تتأكد من هذا الامر. ويعتقد الكثيرون ان هذا ‘الزواج’ بين الامير السعودي (الوليد) والامبراطور الاسكتلندي ميردوخ قد لا يعمر طويلاً، وان عمّر فمن المستبعد ان يحقق النجاح المأمول، بالنظر الى الخط السياسي اليميني المحافط جدا الذي تلتزم به محطات ميردوخ الاخبارية مثل ‘فوكس نيوز’ و’سكاي نيوز’، فالمزاج العام في المنطقة العربية قد يكون محافظا على صعيد معظم الحكام ولكنه عكس ذلك على صعيد المشاهدين بدليل النجاح الكبير الذي حققته محطة ‘الجزيرة’ التي انحازت الى المشاهدين ومشاعرهم الوطنية.عن   ( القدس العربي )

أخبار قد تعجبك