أسرار فشل صفقة الجزيرة: خيبة أمل تصيب الشارع الأردني .. والجمهور يتجه نحو “الأرضية السورية” والكيبل الصهيوني.

عين نيوز ـ خاص:

اصيب الشارع الاردني بخيبة امل مريرة جراء فشل المفاوضات بين التلفزيون الاردني وقناة الجزيرة الرياضية بشان بث مباريات بطولة  كاس العالم والتي تستضيف احداثها جنوب افريقيا وتنطلق منافساتها  الجمعة.

الاوساط الاعلامية اشارت في تقريرها المختلفة الى ان السبب الرئيس لفشل الصفقة لا يعود للقيمة المالية التي تبلغ نحو (8) ملايين دولار، بل لاشتراط الجزيرة بيع الاردن 22 مباراة فقط من اصل 64 لقاء بالاضافة الى تحديد القناة المباريات التي ستعرض وتنحصر بمواجهات الدور الاول والتي لا تمثل اهمية لجمهور في المملكة والعالم.

كما ان الجزيرة اشترطت ايضا تحديد 3 لقاءات بالدور الثاني والنصف النهائي بالاضافة الى لقاء في قبل النهائي، وهنا لابد من الاشارة ان القناة سوف تبث جميع لقاءات المنتخب الجزائري (ممثل العرب الوحيد بالمونديال) على المحطة المفتوحة بشكل مجاني الى جانب مباراة الافتتاح ولقاءات دور الاربعة والمباراة النهائية.

الوسط الرياضي الاردني الذي انشغل طيلة هذا اليوم بالحديث عن فشل الصفقة مع الجزيرة، الذي شن عليها هجوما قاسيا، حيث اشار بعض المطلعين الى ان الجزيرة لم تكن جادة بشان بيع المباريات للاردن، وهو امر يعود على خلفية توتر العلاقات السياسية السابقة بين المملكة وقطر، مؤكدا ان الموضوع برمته جاء كتصفية حسابات ليس اكثر، على الرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلها التلفزيون لاقناع الجزيرة بضرورة التخلي عن هذا الشرط التعجيزي.

وفي المقابل انتقد اعلاميون رفضوا الكشف عن اسمائهم التلفزيون لتأخره في البدء بالمفاوضات مع الجزيرة، معتبرين ان هذا الامر  يشكل إستهتارا للمواطن الاردني الذي يدفع من جيبه دينارا واحد ا شهريا يتم احتسابه على فاتورة الكهرباء رسوم اجبارية للتلفزيون، فيما القى اخرون باللوم على المسؤولين واصحاب القرار لعجزهم الواضح في عدم حل هذا الاشكال.

ولعل المفارقة في جملة الاراء التي حرصت (عين نيوز ) رصدها وهي ان البعض ممن التقينا بهم ذهب الى تحريم الاحكتار من الناحية الشرعية، حيث اشار في هذا السياق الى ان انصراف الشباب الى متابعة المباريات من خلال المقاهي والاماكن العامة قد يدفع بهم الى مهاوي الانحراف وادمان المحظورات.

الجزيرة من جانبها اصدرت وعبر موقعها عبر شبكة الانترنت بيانا اوضحت فيه: انه وتقديراً ووفاءً لمشاهديها في العالم العربي وبالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، تقرر اختيار عدة مباريات لبثها مباشرةً على الهواء مجاناً لمشاهدي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدءاً من المباراة الافتتاحية لكأس العالم بالإضافة لبعض مباريات البطولة التي ستحدد مواعيدها لاحقاً.

وأكد ناصر بن غانم الخليفي، المدير العام لقناة الجزيرة الرياضية، أن القناة ستمنح محبي وعشاق كرة القدم بالعالم العربي فرصة فريدة للاستمتاع بمشاهدة العديد من المباريات مجاناً، كما ستساهم في نقل الأجواء الاحتفالية لافتتاح أعظم حدث كروي عالمي على وجه الأرض.

فشل المفاوضات مع الجزيرة تزامن مع مبادرة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بتوزيع شاشات تلفزيونية (فلات سكرينز) كبيرة الحجم، على جميع المراكز الشبابية في محافظات المملكة والبالغ عددها 115 مركزا.

وتأتي المبادرة انطلاقا من حرص سموه على دعم قطاع الشباب وتطوير البنية التحتية في المراكز الشبابية، ليتمكن الشباب من متابعة الأحداث الرياضية والشبابية العالمية، وذلك في ظل عدم مقدرة المواطن الاردني على الاشتراك في البث الحصري الذي تحتكره الجزيرة.

تبعات فشل المفاوضات دفع بعدد كبير من المواطنين من ذوي الدخل المحدودعلى شراء الهوائيات (الشبكات) التقليدية من اجل التقاط بث التلفزيون السوري الذي اعلن رسميا بث المباريات من خلال المحطة الارضية والتي تلتقط بوضوح تمام في اغلب مناطق المملكة.

ودفعت الاوضاع الاقتصادية الصعبة بالمواطنين الى الاتجاه نحو القرصنه لمشاهدة المباريات من خلال (قمر الهوتبيرد) الذي يوفر بثا مجانيا عبر المحطات الاوروبية، فيما اقبل اخرون على شراء جهاز (الدنقل) و(الدريم بوكس)، والذي يعمل على فك التشفير بشكل اتوماتيكي بعد التعرف على الكود السري للقناة المحكتره.

ويعتبر المواطنون القاطنون في المحافظات المحاذية لفلسطين المحتلة اكثر حظا من غيرهم ، حيث توفر لهم المحطات التلفزيونية هناك خدمه المشاهدة المجانية، عبر “الكيبل” والذي يوفره الكيان الصهيوني الذي لا يتعامل مع قناة الجزيرة ويسرق مباشرة من قنوات أوروبية.

أخبار قد تعجبك