لا يتوانى وزير الخارجية ناصر جودة هذه الايام عن التحرك بنشاط بفعل ملفات فرضت نفسها بقوة على الحراك الاقليمي الدائر في المنطقة.
فقضية اسطول الحرية حركت دوائر ومفاصل الخارجية الاردنية ودبلوماسييها على نحو غير مسبوق بالتوازي مع حركة نشطة ايضا للسفير الاردني في اسرائيل علي العايد الذي قوبلت بعض تصريحاته ومفادها ان السفارة الاردنية نجحت بالضغط على اسرائيل لاعادة جوازات سفر اردنيين احتجزتهم ضمن مشاركي اسطول الحرية باستهجان لبعض المفردات التي غيبت ادانة الفعل الاسرائيلي تجاه مواطنين اردنيين.
العلامة الفارقة الاكبر كانت بحسب المصادر في شكل تعاطي الخارجية مع مسالة حجز الجوازات حيث تم التغاضي عن كونها اهانة للدبلوماسية والسيادة الاردنية، وهنا تقول المصادر ان ثمة تبرما ابداه ناصر جودة من طريقة معالجة علي العايد للمسألة.
لكن الخارجية الاردنية حتى اللحظة لا تستطيع الاجابة على عدة اسئلة معلقة من بينها سبب احتجاز جوازي سفر اثنين حتى اللحظة ، يعود احدهما لمحمود ابو غنيمة واخر لموظف في فريق قناة الجزيرة.
في السياق كان ناصر جودة يلتقي قبل ايام عددا من الكتاب والصحفيين ليضعهم في صورة الموقف الاردني الرسمي والتحرك الحكومي ازاء افرازات قضية اسطول الحرية.
وهنا حاول جودة التأكيد غير مرة على ان مبادرة المصريين بفتح معبر رفح لن تكون عابرة بحسب ما اكد المسؤولون المصريون لجودة ..وان فتح المعبر سيكون دائما هذه المرة بعد قراءة محرجة للموقف الرسمي المصري وسط حضور واكتساح واضح للدبلوماسية التركية .
غير بعيد عن كل ذلك الحراك تتحق الخارجية الاردنية من تسريب شائعة بالغة الاهمية ان صحت وتتحدث عن قرب تعيين ايمن الصفدي المستشار الاعلامي لجلالة الملك سفيرا جديدا في واشنطن.
والمعلومة بطبيعة الحال تجر في ذيولها ان صحت ايضا سلسلة من التغييرات المرتقبة في الديوان الملكي وفي قيادات الاعلام الحكومي. وهو ما لم يجب عليه الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف لدى توجهنا بالسؤال واعدا بالحصول على ما توفر من معطيات من قبل الخارجية .
الحاصل ان الاداء العام لدبلوماسيتنا الاردنية في الكثير من المفاصل المهمة ووجهت بكثير من الملاحظات خلال الاسابيع الماضية ، خاصة بعد التلكؤ والتباطؤ الرسمي في التعاطي مع تداعيات قضية اسطول الحرية . فضلا عن ردة الفعل المتواضعة وسط موجة من ردود الفعل الاكثر قوة في المحيط الاقليمي .