تحظى لقاءات مدينة فاس الأدبية والمنظمة بالموازاة مع مهرجان فاس العالمي للموسيقى الروحية المقام في الفترة 4-12 يونيو الجاري بمشاركة حوالي 40 مثقفاً، إلى جانب تنظيم سلسلة من المحاضرات بمتحف “البطحاء” بمدينة فاس التاريخية تحت عنوان “سفر الروح: من اللغز إلى الكشف” وستناقش محاور “السفر الداخلي” و”السفر في الكتب المقدسة” و”الحج” و”الهجرة” و”السفر الأسطوري”.
وسيحتفي المهرجان المقام في دورته السادسة عشرة بشعار “مدارج الكمال في تزكية النفس” بثقافات العالم من خلال موسيقاها وأيضا من خلال الندوات والنقاشات المنظمة في إطار اللقاءات الفكرية التي تواكبها أنشطة مصاحبة من معارض وأمسيات وبرامج متنوعة من الحفلات في إطار احتفالات المدينة.
ويحتفي مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية بالقدس مدينة الديانات الثلاث، برفقة الفنان جوردي سافال، في وصلات لاكتشاف الموسيقى اليهودية القديمة لبغداد، كما تقدم هذه الدورة برنامجا احتفاليا لكل الثقافات العالمية من خلال الموسيقى، كذلك الندوات التي ستجرى في إطار لقاءات فاس والمعارض.
ومن المقرر أن يستضيف المهرجان مجموعة من الفنانين والمجموعات الغنائية والموسيقية والاستعراضية، من بينهم الفنان السوري صباح فخري، وسيكون الجمهور على موعد مع تعبيرات عريقة للفنون التقليدية، من خلال راقصات الباليه الملكي الكمبودي، و”أبناء الكوتيبياس” من الهند، والطقوس الصوفية لزانجبار، وغيرهم.
ويشارك في المهرجان حوالي 750 مثقفا وفنانا من دول أخرى عربية وأجنبية يحيون سهرات طيلة 9 أيام في مختلف مواقع مدينة فاس، وينظم في إطار المهرجان 60 حفلا موسيقيا من بينها سبع ليال موسيقية تحييها فرقة تراثية ودينية.
وقال محمد القباج رئيس مؤسسة “روح فاس” المنظمة لهذا المهرجان: أن المفكرين والخبراء والمبدعين الوافدين من أرجاء العالم للمشاركة في المهرجان سيكتشفون روح بلد وثقافة مدينة عريقة، تمثل رمزا للتسامح والتعايش بين الأديان والثقافات، واعتبر أن ما يميز هذه الدورة سلسلة المحاضرات حول الموسيقى والشعر والتصوف والخط والتخطيط القديم، إضافة إلى ندوات ستكشف التراث التقليدي والميراث الإنساني العالمي الذي تخزنه أسوار مدينة فاس، وذلك من خلال جولات تنظم بقلب المدينة العتيقة في إطار “أيام التراث”.
يذكر أن مهرجان فاس للموسيقى الروحية حصل على الجائزة المتوسطية للسلام، واعتبر من قبل منظمة الأمم المتحدة عام 2001 أحد الأحداث البارزة التي ساهمت بشكل ملموس في ترسيخ حوار الحضارات.