عين نيوز ـ خاص:
إطلعت “عين نيوز” على بعض الحيثيات الرسمية التي دونت فيها الملاحظات والتقارير الخاصة بظاهرة العنف المجتمعي الأخيرة حيث خضعت بعض الأحداث لدراسة مستفيضة وتقييم دائم من قبل اللجنة الوزارية التي شكلت لدراسة ظاهرة العنف المجتمعي وإنتهت ببعض التوصيات.
وبنفس الوقت إستمعت عين نيوز لرأي الفريق مازن القاضي مدير الأمن العام السابق عن بعض هذه التفاصيل والأحداث بصفته شاهدا على الكثير من الحيثيات كما إستمعت عين نيوز لعدة أطراف وحصلت على الروايات التالية:
فيما يتعلق بما حصل في الشونة الشمالية مع عائلة البشارات تقول التفاصيل بان القصة بدأت عندما اوقفت الشرطة احد الاشخاص من عائلة البشارات وهو مطلوب على قضية سابقة ومحكوم في هذه القضية وتلقت الشرطة عدة بلاغات وشكاوي عن مضايقات تعرض لها مواطنون من نفس الشاب المعني حيث تم ايقافه بصورة رسمية.
واودع الشاب الى مركز امن الشونة الشمالية واجريت الخطوات الاعتيادية في مثل هذه الحالة حيث اودع الشاب في مركز التوقيف (النظارة) التابعة للمركز وهنا يتحمل الشرطي الغفير الذي يحرص النظارة مسؤولية الاهمال فقد غافل الموقوف الجميع وخلع بنطاله ثم شنق نفسه به وتم نقله مباشرة بعد اكتشاف ما حصل الى احد مستشفيات الحكومة في محاولة لانقاذه كانت فاشلة.
وبعد ساعات اتصل مدير المركز الامني بادارة الامن العام مبلغا عن احتشاد نحو مئتي شخص من اقارب الشاب المتوفي امام المركز الامني وقيام بعض هؤلاء باحراق سيارتين تابعتين للشرطة مع القاء الحجارة على المركز الامني وتم الابلاغ ايضا عن محاولات واضحة من هذه المجموعة لدخول المركز الامني والتهديد باحراقه.
وعلى ضوء ذلك قام مدير الامن العام في ذلك الوقت مازن الفاضي بابلاغ قوات الدرك وارسال الكادر البشري المتوفر في المنطقة من الامن العام وصدرت تعليمات من القاضي واضحة ومباشرة لمدير الشرطة في الشمال وتقضي بحماية المركز الامني ومنع الدخول اليه مهما تطلب الامر, وتجنب الاحتكاك بالمجموعات المتواجدة على بوابة المركز بنفس الوقت وقدر الامكان.
وكانت التعليمات تعني بوضوح بان المتواجدين في المركز الامني يستطيعون استخدام القوة دفاعا عن هيبة المركز مع ترك مسالة احتواء الموقف خارج المركز لقوات الدرك لكن حصلت محاولة جزئية لاختراق الباب الرئيسي للمركز قبل وصول الدرك فحصل اطلاق النار بالهواء وعلى الارض حفاظا على المركز الامني واصيب بعيارات نارية شخصين في تلك الاثناء من اقارب المتوفي ثم توفي احدهما لاحقا فيما اصيب بالحجارة وغيرها بعض رجال الشرطة وهم يدافعون عن المركز.
لاحقا حضرت قوات الدرك وتمكنت من احتواء الموقف وبدات سلسلة اجراءات رسمية موازية فتم اعتقال 60 شخصا من الذين هاجموا المركز وتصنيفهم الى ثلاث مجموعات جزء منهم احيل للحاكم الاداري والجزء الاخر للمحكمة وتم التحفظ على البعض من الذين هاجموا المركز الامني ورجال الشرطة مباشرة فيما افرج عن الغالبية لاحقا بعد توقيع التعهدات الورقية المعتادة.
وبدأت اجراءات الامن المفترضة في مثل هذه الحالات.
وردا على اتهامات بعض ابناء المنطقة للشرطة بالتسبب بوفاة المطلوب الذي نتجت المشكلة عن وفاته اصلا اتصل مدير الطب الشرعي في منطقة اربد بالامن العام وتقدم بطلبين الاول هو السماح لفردين من عائلة المتوفي يعملان في مهنة التمريض بحضور اجراءات الطب الشرعي الرسمية , والثاني الموافقة على استدعاء استاذين على الاقل من كلية الطب للمشاركة في تشريح الجثة وتبيين سبب الوفاة وهو اجراء غير معتاد.
وصدرت الموافقة من الامن العام التي تدعم الطلبين من باب الشفافية والحرص على اظهار الحقيقة فيما اثبتت فحوصات الطب الشرعي لاحقا بان الشاب البشارات توفي مختنقا وبفعل يده.
حي الطفايلة
اما فيما يتعلق بالمشكلة التي وقعت بين عائلة الذنيبات والكفاوين في مدينة الكرك فتظهر التقارير والمعلومات ان العقيد محمد ذنبيات كان ضحية ولا تربطه اي علاقة بالموضوع اصلا فقد كان الرجل يقضي اجازة بين افراد عائلته ولم يكن طرفا في الموضوع باي شكل من الاشكال.
وفيما يخص احداث حي الطفايلة تقول الحيثيات والمعلومات بان ادارة الامن العام وخلافا لما اشيع في الاعلام واوساط السياسين لم تتقدم اطلاقا كطرف عشائري في هذا الموضوع وان كل ما حصل هو عطوة امنية عادية من النمط المعتاد وكما يحصل في كل المشكلات المشابهة حيث ان الامن العام لم يذهب للطرف الاخر بل تم توقيع وتوثيق صك العطوة اياها في مكتب مدير الامن العام بمعنى ان الطرف الاخر هو الذي حضر الى الشرطة وكان ذلك اجراء احتياطي للحفاظ على الامن العام ومنع تفاقم المشكلة في حي الطفايلة ولاحتوائها من الزاوية الاحتياطية.
اما تفسير قصة الانطباع العام بان الشرطة تقدمت كطرف في اطار التقليد العشائري فهو متعلق باحد الوسطاء الذين عملوا على معالجة المشكلة فقد اصدر هذا الوسيط بيانا تضمن اشارة خلقت الانطباع المشار اليه ولم ترغب ادارة الامن العام وقتها لاعتبارات محددة ولكي تنجح في احتواء الموقف بنفي الواقعة التي استقرت في وجدان بعض الكتاب والسياسيين بسبب المواقع الالكترونية رغم انها ليست حقيقية.
شارع مكة
اما اخر الحوادث التي اثارت الجدل والمتعلقة بما حصل في منطقة شارع مكة مع المرحوم عبد السلام النعميات فتشير التقارير والمعلومات الى ما يلي : تحركت قوة ماذونة من ادارة مكافحة المخدرات الى احد المنازل بعد اخبارية معتادة وصلتها عن وجود ممنوعات , ودخلت القوة للمنزل بهدوء وابلغت صاحبه وهو شقيق المرحوم النعيمات بهدف الزيارة وكانت الاجواء ودية تماما وبدأت القوة المؤلفة من ثلاثة من رجال الامن بتفتيش المنزل وضبطت قطعة سلاح واثناء عملية التفتيش دخل الى المنزل المرحوم النعيمات وسال عما يجري ثم اخذ بالصراخ وشتيمة رجال الشرطة وشعر الضابط المسئول عن المجموعة بان الأجواء يمكن ان تتوتر فقرر انهاء عملية التفتيش واعاد قطعة السلاح لصاحب البيت وابلغ الاخوة النعيمات بانه سيخرج من المنزل وسينهي عملية التفتيش .
في تلك اللحظة اقفل المرحوم النعيمات باب المنزل بالمفتاح وقال انه لن يسمح لرجال الامن الثلاثة بمغادرة المكان الا بعد (تأديبهم).
وخلال لحظات وبعد تزاحم وتكاتف كان احد اشقاء المرحوم يستخدم سكينا ويهوي بها على احد رجال الامن فتلقاها الاخير بكف يده فقطعت أوتار أصابعه فورا ثم طعن رجل الامن الثاني في خاصرته وقع على الارض وخوفا على حياته اخرج رجل الامن الثالث مسدسه واطلق النارى قاصدا منطقة الفخد والرجلين في جسد المرحوم النعيمات كما قال بافادته لاحقا لكن الرصاصات أصابت بطن المرحوم ثم خرج رجال الامن مسرعين من المنزل.
البلقاء التطبيقية
اما قضية جامعة البلقاء التطبيقية فقد بادرت الشرطة فور وقوعه الجريمة لاتخاذ كل الاحتياطات المعتادة في مثل هذه الاحوال فتم القاء القبض على القاتل وخمسة من اقاربه ودعم تشكيل وفد وسيط يتولى احتواء الموقف بسرعة بين اهل المغدور واهل القاتل وجرى التحفظ على عدد من اقرباء الشاب القاتل على امل ان تنتهي المسالة كالمعتاد في اطارها القضائي قبل ان تاخذ مسار اخرا يعرفه الجميع.
وقبل الحملات الامنية في بعض المناطق مثل سحاب واللبن والشونة احتاطت ادارة الامن العام باستدعاء اهم الوجهاء في هذه المناطق وابلاغهم مسبقا بما يجري وسيجري على امل تحقيق قدر من التفهم والدعم من المجتمع المحلي خصوصا بعد تكاثر الشكاوى من الناس ومن رجال الامن في بعض هذه المناطق بسبب عمليات سطو وخاوة واعتداءات على املاك المواطنيين كثرت الشكوى منها.