قبل اجتماعهم الأخير: المشايخ أغلقوا هواتفهم وأبوابهم .. وأسطول الحرية ورقة بيد المعتدلين.

عين نيوز ـ خاص:

إشارات الشيخ مراد العضايلة حول الأجواء الإيجابية التي سبقت الاجتماع المهم مساء الأحد لاختيار أميناً عاماً لحزب جبهة العمل الإسلامي قد تكون دبلوماسية وسياسية الطابع ومتوقعة أكثر من كونها تعكس حقيقة المشهد الذي وصف منذ نحو عشرة أيام بأنه انتقل إلى دائرة التوافق.

وطوال ساعات مساء الأحد أغلق الإسلاميون أبوابهم وهواتفهم أمام موجات الفضول الصحفي التي تحاول مطاردة أي خبر أو معلومة جديدة عما يجري خلف كواليس اجتماع خصص خلافاً لما أعلن لبحث مسألة واحدة فقط وهي التوافق على اختيار الشيخ العضايلة أحد قادة جناح الصقور أميناً عاماً للحزب، وهو أمر حاول قادة الجناح المعتدل الإفلات منه مجدداً.

وقبل الاجتماع الذي لم تحسم أو تظهر نتائجه بعد نقل مقربون من الشيخ زكي بني ارشيد عنه القول بأن هدف الاجتماع محدد وواضح، وهو تتويج مسيرة التوافق باختيار الشيخ العضايلة وهو اختيار تقول مصادر “عين نيوز” أنه كان شرطاً أساسياً للعبة الانسحاب العلنية التي مارسها الشيخ بني ارشيد.

لكن بالنسبة لقادة آخرين بعضهم عاد للتو منتشياً من الانتصارات السياسية والإعلامية التي حققتها معركة أسطول الحرية قرء اجتماع الأحد بطريقة مختلفة، فهؤلاء اعتبروا مسبقاً أن مجلس الشورى حر ويملك إرادته ولا يجتمع بناء على شروط مسبقة وتلك كانت محاولة مجددة لتفجير ما يعتبره بني ارشيد مساحة للتوافق فيما يصنفه خصومه الكثر باعتباره مساحة لفرض أجندة على الحزب.

وعلى هذا الأساس حضرت انتصارات المعتدلين مثل الشيخ سالم الفلاحات في عمق الجدار الذي تجدد، فالأخير ومعه الدكتور ارحيل الغرايبة دخلوا الاجتماعات التوافقية افتراضاً مع رصيدهم من معركة الأسطول على أمل تحقيق شكل جديد من التوازن التكتيكي، الأمر الذي اعتبره أنصار بني ارشيد محاولة لتشتيت التوافق وتدمير ما اتفق عليه.

لذلك فقط لم يعقد اجتماع الأحد وسط أجواء إيجابية كما قال الشيخ العضايلة، لكن ميزان القوى لا زال يميل وبوضوح للكفة الصقورية وعليه شهد الاجتماع رغم إغلاق الهواتف والاعتزال التام عن الصحفيين المتربصين شد وجذب من مختلف الأنواع والنكهات.

ونتائج هذا الشد والجذب لم تظهر حتى لحظة إعداد هذا التقرير وليس من المبكر القول بأن كل الاحتمالات يبدو أنها مجدداً أصبحت واردة في سياق مشهد الإسلاميين الذي تتجاذبه بالأصل نقاط خلاف مرة رسمية وحكومية ومرات عديدة إقليمية ومرتبطة باعتبارات خارجية.

أخبار قد تعجبك