قرصنة البحرية الإسرائيلية في مواجهة أسطول الحرية

يستعد المئات من المتضامنين العرب والمسلمين والأعاجم للإبحار باتجاه غزة المثقلة بقيود الحصار؛ يحدوهم الأمل في الوصول إلى شواطئ المنطقة التي قهرت محاصريها و هزمت كل من يريدها بسوء شامخة بصبر وصمود أهلها.

وعلى متن أسطول الحرية يتشوق القادمون أن تتكلل رحلتهم بالنجاح وتؤتي ثمارها التي انطلقت من أجلها ألا وهي كسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة ، والتخلص من تبعاته المؤلمة لكل نفس بشرية سليمة الفطرة.

وتفيد الأنباء بأن الأسطول البحري يحمل 10 آلاف طن من المساعدات ما بين أدوية وأجهزة طبية وإسمنت وحديد وبيوت جاهزة وألعاب للأطفال.

وإن العبرة في وصول هؤلاء المتضامنين ليست فيما تحمله السفن التي يبحرون على متنها وإن كانت تحاول أن تخفف من آثار الحصار ، وتقلل من أضراره بهذه الجهود التي تستحق التقدير ، ولكن البعد السياسي والإعلامي يمتاز بأنه الأكثر أهمية بهدف تعرية المتواطئين على حصار غزة وتجويع أطفالها ونسائها ورجالها المتباكين على حقوق الإنسان من دول الغرب والشرق في حين تتبلد مشاعرهم إزاء تلك الحقوق في غزة.

وإنها لتضع دولة الاحتلال أمام خيارات صعبة كلها تؤدي إلى خسائر على مستويات سياسية واقتصادية وأمنية وإعلامية ؛ وتنزع عن زعماء الصهاينة ثوب الضعيف الذي يرتدونه لجلب التعاطف و استثارة الرأي العام لصالحهم (مع العلم بتدني أهميته في التأثير على سياسات الدول الكبرى).

وكالعادة أصدر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أمرا صريحا إلى البحرية الإسرائيلية بمنع السفن من الوصول إلى القطاع. وصراحة قال قائد البحرية الإسرائيلية إليعازر تشي ماروم أن قوة الكوماندوز أعدت لقطع الطريق على السفن في عرض البحر، وأضاف “لدينا مهمة علينا تنفيذها، وهي منع الأسطول من الوصول إلى قطاع غزة”. 

وأعلنت سلطات الاحتلال نيتها لجعل السواحل المقابلة لغزة منطقة عسكرية مغلقة، وتعتزم نقل المتضامنين إلى ميناء أسدود المحتل تمهيدا لطردهم إلى بلادهم باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، واعتقال من يرفض التعريف بنفسه والتوقيع على تعهد بعدم العودة.

إن هذه القرصنة الصهيونية يعاني منها الصيادون الفلسطينيون منذ سنوات طويلة وأشكالها ملاحقات ومطاردات وقتل بدم بارد ، واعتراض في عرض البحر وإحراق لقواربهم وإغراق لمراكبهم وتعذيب في ميناء اسدود المحتل، وطرد إلى الشاطئ وحرمان من الصيد.

وليست أعمال القرصنة جديدة على جنود الاحتلال فالحواجز الإسرائيلية منتشرة في الضفة حيث يفتقد الأمان ، وعلى مشارف مدينة القدس لقطع الطريق أمام المسافرين واستفزاز مشاعر المواطنين.

وإن ما يتوارد من أنباء عن كتابة المتضامنين على متن أسطول الحرية لوصاياهم وعزمهم الأكيد على المضي قدماً نحو غزة يبث في نفوسنا مزيدا من الإصرار على كسر شوكة الاحتلال والتمسك بعقائدنا وثوابتنا والبقاء على تقدمنا باتجاه مشروع التحرير الشامل حتى نفسح الطريق أمام العائدين إلى فلسطين لنزرعها من جديد بالأشجار المثمرة والورود المزهرة ونرفع فيها الأذان عاليا. 

أخبار قد تعجبك