قضايا كبيرة طرحها فتيان رسل الحرية تحت شعار ” بدنا نحكي” … فتيان الديجتال يستعرضون أمام الحكومة .. عمدة عمان معجب والوزير المعايطة يتعاطف.

عين نيوز- خاص
لم يفلح وزير التنمية السياسية الأردني  موسى المعايطة في إخفاء  صفة المثقف اليساري الحزبي وراء   حقيبته الوزارية  وهو يصعد  لمسرح دائري صغير  وسط نحو مئتي  شاب ومراهق أغلبهم  مدونون او{ ديجتاليون}  معلقا على عرض مسرحي تحدث حصريا عن ملف سياسي  وإجتماعي شائك جدا هو الجنسية المحرمة  لأبناء الأردنيات.
ولم يفلح أمين عمان عمر المعاني بدوره بإخفاء إعجابه بأداء  الشبان الذين قدموا عرضا مماثلا على هامش  إحتفالية بمناسبة اليوم العالمي للصحافة نظمها مركز حماية وحريات الصحفيين.
الوزير المعايطة  وقبل عدة أسابيع  بدا متأثرا  بالإستخلاص الذي تقدمه المسر حية ولم يستطع إلا إبداء تفهمه وتعاطفه مع  القضية  التي  يطرحها العرض الفني  لكنه إستحضر بعد ذلك لقبه الرسمي  وهو يردد كلاسيكيات معتادة  في هذا السياق  لها علاقة دوما بالإحتمالات الإقليمية والصراع العربي الإسرائيلي.
لكن  المشهد المسرحي القصير  أثار الإعجاب والتصفيق وهو يقدم  حوارا بسيطا  يتناول قضية معقدة  بين فتاة ولدت  في عمان لأم أردنية وأب غير أردني حيث تشتكي الفتاة من عدم وجود مستقبل لها  وتعذب الأم بأسئلة من طراز .. لماذا أنجبتني في هذه الحياة؟.. وخلال لحظات تهرب الأم من جحيم السؤال بإشارة ساخرة  تستعرض فيها إحتمالية تحولها  لاحقا لرجل او ذكر حتى تتمكن من نقل الجنسية لأطفالها.
وبطلة المشهد تتحدث عن معاناتها في المدرسة والشارع والبلدان التي لا تستطيع زيارتها  لإنها  {بدون جنسية} والنظرات التي ترصدها في كل مكان  والآفاق المسدودة  فيما يتررد في  المكان صوت الموظفين الرسميين وهم يعتذرن عن تقديم أي وثيقة او خدمة للفتاة المحرومة مع صوت مرتفع  يتساءل  عن  فؤاد وقلب   شخص تونسي  ولد في تونس وعاش في فرنسا  ثم أقام في تونس   مع امثلة مماثلة.
وتطلق الفتاة الضحية تساؤلات  حول أسباب ومبررات إعتبارها غير  أردنية فتأتي مداخلة الوزير الراعي للحفل على شكل تذكير  خجول  بتعقيدات  المسألة ذات الصلة بالقضية الفلسطيينة والصراع قبل أن يستمع- أي الوزير- مع الحاضرين لمجموعة من أغاني  الراب الحديثة الناقدة للأوضاع السياسية والإجتماعية  مع  أفلام تسجيلية قصيرة جدا  أنتجها  شبان  وطلبة جامعات  تتحدث عن سقف حقوق الإنسان وحرياته واحلام البسطاء.
وأمام عمدة العاصمة  ووزير الإتصال نبيل الشريف  صفق الحضور للفنانة اليافعة وهي تمسك بسطل القمامة وتخاطبه  قائلا بإصرار وعدة مرات {بدي أحكي} في تفاعل إضافي لمجموعة رسل الحرية من الفنانين الشبان .
وعكس العملان   الهادفان  قضية تؤثر في حياة ومستقبل  عشرات الاف الأردنيات اللواتي يفشلن بنقل  الجنسية لأولادهن في واحدة من أعقد القضايا  إضافة لمسألة مسئولية الكلام وغياب  حرية التعبير وكلفتها في  اليوم الذي خصصه العالم لحرية الصحافة.
ولأول مر ة على هامش  مشروع مدني يتم اللجوء  لأغاني الراب ومسرح  وموسيقى  الهواة لتكريس ثقافة حقوق الإنسان حيث ساهم  في العمل  مجموعة ممن يمكن وصفهم بفتيان الإنترنت او  المدونين  وبين هؤلاء   المدون الأكثر شهرة في الأردن   الشاب  محمد القاق الذي   يقول  الخبراء ان مدونته وإسمها{خبيزة} تحتل الصدارة الأردنية في عالم  المدونات.

أخبار قد تعجبك